تعد ورش العمل التدريبية من أهم الوسائل التي تسهم في تنمية قدرات الأفراد وتطوير مهاراتهم. وقد حظيت بفرصة عظيمة لإدارة وتقديم وتنظيم وتيسير ورشة عمل متميزة لتنمية مهارات المدربين في منظومة إجادة (الدفعة الأولى) بصحبة فريق عمل مميز وبالتعاون مع المدربين المشاركين ومدربين ذوي خبرات أثرت فعاليات الورشة، والتي استمرت لمدة أسبوعين. كانت هذه التجربة ليست مجرد تحدٍ مهني، بل كانت فرصة لإحداث تأثير في تطبيق المنظومة وتعزيز وتطوير مهاراتي التدريبية، وقد تميزت الورشة بتنوع خبرات المشاركون من مجالات مختلفة، وكان التفاعل جزءاً أساسياً من نجاح الورشة.
فرصة عظيمة
أن يتم تكليفي لتقديم ورشة عمل بهذا الحجم والأهمية هو شرف كبير ومسؤولية أكبر، لم يكن الأمر يتعلق فقط بتقديم محتوى تدريبي، بل بحضور مدربين أكفاء هدفهم المساهمة في تطوير منهجية التدريب في منظومة إجادة، وهذا ما جعل هذه التجربة مميزة للغاية، فإعداد المدربين يتطلب فهماً عميقًا للاحتياجات الفردية لكل منهم وتقديم الدعم المناسب لتعزيز مهاراتهم.
التفاعل والتعاون حجر الزاوية في نجاح الورشة
منذ اليوم الأول، ظهر جلياً أن المشاركين ليسوا مجرد متدربين، بل هم مدربين أصحاب خبرات واسعة وأفكار مبتكرة يسعون لمشاركتها وتطويرها. وكان تفاعلهم الإيجابي دافعاً كبيراً لي كمُيسر للورشة. لم يكن الأمر يتعلق بتلقين المحتوى، بل بتوجيه النقاشات وفتح المجال أمام الجميع للمشاركة بآرائهم وتجاربهم.
تعددت الخبرات بين المشاركين؛ فمنهم من أتى من خلفيات أكاديمية ومنهم من كان له باع طويل في المجال العملي. هذا التنوع أضاف بعدًا عميقًا للنقاشات، حيث تمكنا من دمج الأفكار الأكاديمية مع التجارب الواقعية للوصول إلى حلول مبتكرة للتحديات المشتركة. كان التعاون بين الجميع مثالياً، حيث أظهر المشاركون روح الفريق وتشاركوا في تنفيذ فعاليات الورشة.
وقد تجلى هذا التعاون في الورشة من خلال تكوين مجموعات عمل صغيرة تم فيها تكليف كل مجموعة بمهمة محددة ترتبط بتطبيق ما تم تعلمه من مفاهيم ومهارات. هذا الأسلوب العملي ساهم في ترسيخ المعرفة ونقلها إلى واقع ملموس. كل مجموعة عملت بجد لتقديم حلول فعالة، وكان الحوار بين الأعضاء جزءًا أساسيًا من تطوير الأفكار وتحسين الأداء.
التوازن بين النظرية والتطبيق
كانت المنهجية المتبعة في الورشة تعتمد على دمج الجانبين النظري والعملي. فمن جهة، تم تقديم محتوى نظري شامل يغطي أساسيات التدريب، واستراتيجيات التعلم، وأفضل الممارسات في مجال تطوير الأفراد. ومن جهة أخرى، تم التركيز على التطبيقات العملية لهذه المفاهيم من خلال تمارين وأنشطة ميدانية تهدف إلى تعزيز مهارات المشاركين.
في كل يوم من أيام الورشة، تم تقديم جزء نظري يتناول موضوعًا معينًا يليه نشاط تطبيقي يساعد المشاركين على فهم كيفية تطبيق هذا المفهوم في بيئات عملهم. على سبيل المثال، تم تخصيص محور من محاور الحقيبة التدريبية لكل مجموعة، وتم تكليف كل مجموعة بمراجعة وتقييم المحور واختيار المحتوى المناسب وتقديم عرض مدته (١٠) دقائق تم فيه تطبيق مهارات العرض والتقديم كتطبيق عملي مباشر.
التفاعل الإيجابي والمخرجات المتميزة
لم يكن نجاح الورشة ليحدث لولا التفاعل الإيجابي من جميع المشاركين. فقد أظهر الجميع التزامًا كبيرًا بالمشاركة الفعالة وتطبيق ما تم تعلمه. بل أكثر من ذلك، كان هناك شغف واضح لدى الجميع بتطوير مهاراتهم ونقل هذه المعرفة بطريقة فعالة في منظومة إجادة. وكان من الرائع رؤية كيف أن العديد من المشاركين قاموا بتطبيق ما تعلموه من مفاهيم في تطبيقاتهم الفردية أثناء الورشة، مما يعكس التزامهم بتحقيق النجاح.
أحد أروع جوانب الورشة هو رؤية النتائج المباشرة لتفاعل المشاركين مع المحتوى. في اليوم الأخير، تم تخصيص لجان تقييم حيث كُلف كل مشارك في تقديم عرض لمدة (١٠) دقائق يتم فيها تقييم ما تعلمه أثناء الورشة. كانت العروض مبدعة والتطبيقات متميزة، حيث تمكن الكثير منهم من توظيف ما تعلموه لتحقيق نتائج ملموسة.
الجميع مدربين
بحكم خبرات المشاركين وتجاربهم في التدريب على منظومة إجادة فقد ساهم الجميع في تقديم محتوى الورشة وذلك باتباع منهجية التدريب التشاركي، على سبيل المثال، قدم لنا الدكتور/ علي الشامسي من وزارة التربية والتعليم محور مهارات العرض والتقديم بمنهجية (round) ولمدة يومين من أيام الورشة، وقد أثرى المشاركون الورشة بتجاربهم المتنوعة.
كما تم استضافة مدربين استفدنا من خبراتهم في مجال التدريب كالاستاذ/ بخيت الشبلي، والأستاذ/ محمود البلوشي الذين قدموا محتوى استفاد منه المشاركون بشكل فعال.
في الختام، يمكنني القول بأن هذه التجربة كانت فرصة ذهبية ليس فقط لتطوير مهارات المشاركين، بل لتطوير مهاراتي الشخصية كمدرب ومُيسر، وقد تمكنت بفضل التعاون والتفاعل الإيجابي من جميع المشاركين من تحقيق نجاح ملموس. إن هذه التجربة تذكرنا بأهمية التعليم المستمر والتطوير المهني، ودور الورش التدريبية في تحقيق التغيير الإيجابي في بيئات العمل.